فصل: قال أبو السعود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثاني: أن الإخبار عنه جار مجرى الإخبار عن الغيب، فيكون معجزة دالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، الثالث: أنه ذكر في أول السورة: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القصص} [يوسف: 3] ثم ذكر في آخرها: {لَقَدْ كَانَ في قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لاّوْلِى الألباب} تنبيهًا على أن حسن هذه القصة إنما كان بسبب أنه يحصل منها العبرة ومعرفة الحكمة والقدرة.
والمراد من قصصهم قصة يوسف عليه السلام وإخوته وأبيه، ومن الناس من قال: المراد قصص الرسل لأنه تقدم في القرآن ذكر قصص سائر الرسل إلا أن الأولى أن يكون المراد قصة يوسف عليه السلام.
فإن قيل: لم قال: {عِبْرَةٌ لاّوْلِى الألباب} مع أن قوم محمد صلى الله عليه وسلم كانوا ذوي عقول وأحلام، وقد كان الكثير منهم لم يعتبر بذلك.
قلنا: إن جميعهم كانوا متمكنين من الاعتبار، والمراد من وصف هذه القصة بكونها عبرة كونها بحيث يمكن أن يعتبر بها العاقل، أو نقول: المراد من أولي الألباب الذين اعتبروا وتفكروا وتأملوا فيها وانتفعوا بمعرفتها، لأن: {أُوْلِى الألباب} لفظ يدل على المدح والثناء فلا يليق إلا بما ذكرناه، واعلم أنه تعالى وصف هذه القصة بصفات.
الصفة الأولى: كونها: {عِبْرَةٌ لاّوْلِى الالباب} وقد سبق تقريره.
الصفة الثانية: قوله: {مَا كَانَ حَدِيثًا يفترى} وفيه قولان: الأول: أن المراد الذي جاء به وهو محمد صلى الله عليه وسلم لا يصح منه أن يفتري لأنه لم يقرأ الكتب ولم يتلمذ لأحد ولم يخالط العلماء فمن المحال أن يفتري هذه القصة بحيث تكون مطابقة لما ورد في التوراة من غير تفاوت، والثاني: أن المراد أنه ليس يكذب في نفسه، لأنه لا يصح الكذب منه، ثم إنه تعالى أكد كونه غير مفترى فقال: {ولكن تَصْدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} وهو إشارة إلى أن هذه القصة وردت على الوجه الموافق لما في التوراة وسائر الكتب الإلهية، ونصب تصديقًا على تقدير ولكن كان تصديق الذي بين يديه كقوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ ولكن رَّسُولَ الله} [الأحزاب: 40] قاله الفراء والزجاج، ثم قال: ويجوز رفعه في قياس النحو على معنى: ولكن هو تصديق الذي بين يديه.
والصفة الثالثة: قوله: {وَتَفْصِيلَ كُلّ شَئ} وفيه قولان: الأول: المراد وتفصيل كل شيء من واقعة يوسف عليه السلام مع أبيه وإخوته، والثاني: أنه عائد إلى القرآن، كقوله: {مَّا فَرَّطْنَا في الكتاب مِن شَئ} [الأنعام: 38] فإن جعل هذا الوصف وصفًا لكل القرآن أليق من جعله وصفًا لقصة يوسف وحدها، ويكون المراد: ما يتضمن من الحلال والحرام وسائر ما يتصل بالدين.
قال الواحدي على التفسيرين جميعًا: فهو من العام الذي أريد به الخاص كقوله: {وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَئ} [الأعراف: 156] يريد: كل شيء يجوز أن يدخل فيها وقوله: {وَأُوتِيَتْ مِن كُلّ شَئ} [النمل: 23].
الصفة الرابعة والخامسة: كونها هدى في الدنيا وسببًا لحصول الرحمة في القيامة لقوم يؤمنون خصهم بالذكر لأنهم هم الذين انتفعوا به كما قررناه في قوله: {هُدًى لّلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2] والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب قال المصنف رحمه الله تعالى تم تفسير هذه السورة بحمد الله تعالى يوم الأربعاء السابع من شعبان، ختم بالخير والرضوان، سنة إحدى وستمائة، وقد كنت ضيق الصدر جدًا بسبب وفاة الولد الصالح محمد تغمده الله بالرحمة والغفران وخصه بدرجات الفضل والإحسان وذكرت هذه الأبيات في مرثيته على سبيل الإيجاز:
فلو كانت الأقدار منقادة لنا ** فديناك من حماك بالروح والجسم

ولو كانت الأملاك تأخذ رشوة ** خضعنا لها بالرق في الحكم والاسم

ولكنه حكم إذا حان حينه ** سرى من مقر العرش في لجة اليم

سأبكي عليك العمر بالدم دائما ** ولم أنحرف عن ذاك في الكيف والكم

سلام على قبر دفنت بتربه ** وأتحفك الرحمن بالكرم الجم

وما صدني عن جعل جفني مدفنا ** لجسمك إلا أنه أبدًا يهمي

وأقسم إن مسوا رفاتي ورمتي ** أحسوا بنار الحزن في مكمن العظم

حياتي وموتي واحد بعد بعدكم ** بل الموت أولى من مداومة الغم

رضيت بما أمضى الإله بحكمه ** لعلمي بأني لا يجاوزني حكمي

وأنا أوصي من طالع كتابي واستفاد ما فيه من الفوائد النفيسة العالية أن يخص ولدي ويخصني بقراءة الفاتحة، ويدعو لمن قد مات في غربة بعيدًا عن الإخوان والأب والأم بالرحمة والمغفرة فإني كنت أيضًا كثير الدعاء لمن فعل ذلك في حقي وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا آمين والحمد لله رب العالمين. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} يعني في قصص يوسف وإخوته اعتبار لذوي العقول بأن من نقل يوسف من الجب والسجن وعن الذل والرق إلى أن جعله مَلِكًا مطاعًا ونبيًا مبعوثًا، فهو على نصر رسوله وإعزاز دينه وإهلاك أعدائه قادر، وإنما الإمهال إنذار وإعذار.
{ما كان حديثًا يفترى} أن يختلف ويتخرّص، وفيه وجهان:
أحدهما: يعني القرآن، قاله قتادة.
الثاني: ما تقدم من القصص، قاله ابن إسحاق.
{ولكن تصديق الذي بين يديه} فيه وجهان:
أحدهما: أنه مصدِّق لما قبله من التوراة والإنجيل وسائر كتب الله تعالى، وهذا تأويل من زعم أنه القرآن.
الثاني: يعني ولكن يصدّقه ما قبله من كتب الله تعالى، وهذا قول من زعم أنه القصص.
{وهُدًى ورحمة لقومٍ يؤمنون} والله أعلم. اهـ.

.قال ابن عطية:

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}
الضمير في: {قصصهم} عام ليوسف وأبويه وإخوته وسائر الرسل الذين ذكروا على الجملة، ولما كان ذلك كله في القرآن قال عنه: {ما كان حديثًا يفترى} فإذا تأملت قصة يوسف ظهر أن في غرائبها وامتحان الله فيها لقوم في مواضع، ولطفه لقوم في مواضع، وإحسانه لقوم في مواضع، معتبرًا لمن له لب وأجاد النظر، حتى يعلم أن كل أمر من عند الله وإليه.
وقوله: {ما كان} صيغة منع، وقرينه الحال تقتضي أن البرهان يقوم على أن ذلك لا يفترى، وذلك بأدلة النبوءة وأدلة الإعجاز، والحديث- هنا- واحد الأحاديث، وليس للذي هو خلاف القديم هاهنا مدخل. ونصب: {تصديقَ} إما على إضمار معنى كان، وإما على أن تكون: {لكن} بمعنى لكن المشددة.
وقرأ عيسى الثقفي: {تصديقُ} بالرفع، وكذلك كل ما عطف عليه، وهذا على حذف المبتدأ، التقدير: هو تصديق. وقال أبو حاتم: النصب على تقدير: ولكن كان، والرفع على: ولكن هو. وينشد بيت ذي الرمة بالوجهين:
وما كان مالي من تراث ورثته ** ولا دية كانت ولا كسي مأثم

ولكن عطاءُ الله من كل رحلة ** إلى كل محجوب السرادق خضرم

رفع عطاء الله، والنصب أجود.
و{الذي بين يديه} هو التوراة والإنجيل، والضمير في: {يديه} عائد على القرآن، وهم اسم كان. وقوله: {كل شيء} يعني من العقائد والأحكام والحلال والحرام. وباقي الآية بين. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ} أي في قصة يوسف وأبيه وإخوته، أو في قصص الأمم.
{عِبْرَةٌ} أي فكرة وتذكرة وعظة.
{لأُوْلِي الألباب} أي العقول.
وقال محمد بن إسحاق عن الزّهريّ عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْميّ: إن يعقوب عاش مائة سنة وسبعًا وأربعين سنة، وتُوفّي أخوه عِيصُو معه في يوم واحد، وقُبِرا في قبر واحد؛ فذلك قوله: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الألباب} إلى آخر السورة.
{مَا كَانَ حَدِيثًا يفترى} أي ما كان القرآن حديثًا يفترى، أو ما كانت هذه القصة حديثًا يفترى.
{ولكن تَصْدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي (ولكن كان تصديق، ويجوز الرفع بمعنى لكن هو تصديق الذي بين يديه أي) ما كان قبله من التوراة والإنجيل وسائر كتب الله تعالى؛ وهذا تأويل من زعم أنه القرآن.
{وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} مما يحتاج العباد إليه من الحلال والحرام، والشرائع والأحكام. {وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. اهـ.

.قال الخازن:

قوله تعالى: {لقد كان في قصصهم} يعني في خبر يوسف وإخوته: {عبرة} أي موعظة: {لأولي الألباب} يعني يتعظ بها أولو الألباب والعقول الصحيحة ومعناه الاعتبار والعبرة الحالة التي يتوصل بها الإنسان من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد والمراد من التأمل والتفكر ووجه الاعتبار بهذه القصة أن الذي قدر على إخراج يوسف من الجب بعد إلقائه فيه وإخراجه من السجن وتمليكه مصر بعد العبودية وجمع شملة بأبيه وإخوته بعد المدة الطويلة واليأس من الاجتماع لقادر على إعزاز محمد صلى الله عليه وسلم وإعلاء كلمته وإظهار دينه وأن الإخبار بهذه القصة العجيبة جار مجرى الإخبار عن الغيوب فكانت معجزة لمحمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: إن الله تعالى قال في أول هذه السورة نحن نقص عليك أحسن القصص وقال في آخرها لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب فدل على هذه القصة من أحسن القصص وإن فيها عبرة لمن اعتبرها: {ما كان حديثًا يفترى} يعني ما كان هذا القرآن حديثًا يفتري ويختلق لأن الذي جاء به من عند الله وهو محمد صلى الله عليه وسلم لا يصح منه أن يفتريه أو يختلقه لأنه لم يقرأ الكتب ولم يخلط العلماء ثم إنه جاء بهذا القرآن المعجز فدل ذلك على صدقه وأنه ليس بمفتر: {ولكن تصديق الذي بين يديه} يعني ولكن كان تصديق الذي بين يديه من الكتب الإلهية المنزلة من السماء من التوراة والإنجيل وفيه إشارة إلى أن هذه القصة وردت على وجه الموافق لما في التوراة من ذكر قصة يوسف: {وتفصيل كل شيء} يعني أن هذا القرآن المنزل عليك يا محمد تفصيل كل شيء تحتاج إليه من الحلال والحرام والحدود والأحكام والقصص والمواعظ والأمثال وغير ذلك مما يحتاج إليه العباد في أمر دينهم ودنياهم: {وهدى} يعني إلى كل خير: {ورحمة} يعني أنزلناه رحمة: {لقوم يؤمنون} لأنهم هم الذين ينتفعون به والله أعلم بمراده وأسرار كتابه. اهـ.

.قال أبو حيان:

{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}
الضمير في قصصهم عائد على الرسل، أو على يوسف وأبويه وإخوته، أو عليهم وعلى الرسل ثلاثة أقوال.
الأول: اختاره الزمخشري قال: وينصره قراءة من قرأ {قصصهم} بكسر القاف انتهى.
ولا ينصره إذ قصص يوسف وأبيه وأخوته مشتمل على قصص كثيرة وأنباء مختلفة.
والذي قرأ بكسر القاف هو أحمد بن جبير الانطاكي عن الكسائي، والقصبي عن عبد الوارث عن أبي عمر وجمع قصة.
واختار ابن عطية الثالث، بل لم يذكره غيره.
والعبرة الدلالة التي يعبر بها عن العلم.
وإذا عاد الضمير على يوسف عليه السلام وأبويه وإخوته، فالاعتبار بقصصهم من وجوه إعزاز يوسف عليه السلام بعد إلقائه في الجب، وإعلاؤه بعد حبسه في السجن، وتملكه مصر بعد استعباده، واجتماعه مع والديه وإخوته على ما أحب بعد الفرقة الطويلة.
والإخبار بهذا القصص إخبارًا عن الغيب، والإعلام بالله تعالى من العلم والقدرة والتصرف في الأشياء على ما لا يخطر على بال ولا يجول في فكر.
وإنما خص أولو الألباب لأنهم هم الذين ينتفعون بالعبر، ومن له لب وأجاد النظر، ورأى ما فيها من امتحان ولطف وإحسان، علم أنه أمر من الله تعالى، ومن عنده تعالى.
والظاهر أنّ اسم كان مضمر يعود على القصص أي: ما كان القصص حديثًا مختلفًا، بل هو حديث صدق ناطق بالحق جاء به من لم يقرأ الكتب، ولا تتلمذ لأحد، ولا خالط العلماء، فمحال أن يفتري هذه القصة بحيث تطابق ما ورد في التوراة من غير تفاوت.
وقيل: يعود على القرآن أي: ما كان القرآن الذي تضمن قصص يوسف عليه السلام وغيره حديثًا يختلق، ولكن كان تصديق الكتب المتقدمة الإلهية، وتفصيل كل شيء واقع ليوسف مع أبويه وإخوته إن كان الضمير عائدًا على قصص يوسف، أو كل شيء مما حتاج إلى تفصيله في الشريعة إن عاد على القرآن.
وقرأ حمران بن أعين، وعيسى الكوفي فيما ذكر صاحب اللوامح، وعيسى الثقفي فيما ذكر ابن عطية: {تصديق} و{تفصيل} و{هدى} و{رحمة} برفع الأربعة أي: ولكن هو تصديق، والجمهور بالنصب على إضمار كان أي: ولكن تصديق أي: كان هو، أي الحديث ذا تصديق الذي بين يديه.
وينشد قول ذي الرمة:
وما كان مالي من تراب ورثته ** ولا دية كانت ولا كسب ماثم

ولكن عطاء الله من كل رحلة ** إلى كل محجوب السوارق خضرم

بالرفع في عطاء ونصبه أي: ولكن هو عطاء الله، أو ولكن كان عطاء الله.
ومثله قول لوط بن عبيد العائي اللص:
وإني بحمد الله لا مال مسلم ** أخذت ولا معطي اليمين محالف

ولكن عطاء الله من مال فاجر ** قصى المحل معور للمقارف

وهدى أي سبب هداية في الدنيا، ورحمة أي: سبب لحصول الرحمة في الآخرة.
وخص المؤمنون بذلك لأنهم هم الذين ينتفعون بذلك كما قال تعالى: {هدى للمتقين} وتقدم أول السورة قوله تعالى: {إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا} وقوله تعالى: {نحن نقص عليك أحسن القصص} وفي آخرها: ما كان حديثًا يفترى إلى آخره، فلذلك احتمل أن يعود الضمير على القرآن، وأن يعود على القصص والله تعالى أعلم. اهـ.

.قال أبو السعود:

{لَقَدْ كَانَ في قَصَصِهِمْ} أي قَصص الأنبياء وأممِهم، وينصره قراءةُ من قرأ بكسر القاف أو قصص يوسفَ وإخوتِه: {عِبْرَةٌ لاّوْلِى الالباب} لذوي العقول المبرّأةِ عن شوائب أحكام الحِس: {مَا كَانَ} أي القرآنُ المدلولُ عليه بما سبق دَلالة واضحةً: {حَدِيثًا يفترى ولكن} كان: {تَصْدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} من الكتب السماوية، وقرئ بالرفع على أنه خبرُ مبتدأ محذوف أي ولكن هو تصديقُ الذي بين يديه: {وَتَفْصِيلَ كُلّ شَئ} مما يحتاج إليه في الدين إذ ما من أمر دينيّ إلا وهو يستند إلى القرآن بالذات أو بوسط: {وهدى} من الضلالة: {وَرَحْمَةً} ينال بها خيرُ الدارين: {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أي يصدّقونه لأنهم المنتفعون به، وأما مَنْ عداهم فلا يهتدون بهداه ولا ينتفعون بجدواه. اهـ.